أرامكو السعودية تعالج النفط من النفايات البلاستيكية.. لأول مرة
نجحت شركات وأرامكو وسابك السعوديتان، وتوتال إنرجي الفرنسية، في تحويل النفط المشتق من النفايات البلاستيكية إلى بوليمرات دائرية معتمدة حاصلة على الشهادة الدولية للاستدامة والكربون “آي إس سي سي بلس” لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
إذ عولِجَ النفط المشتق من النفايات البلاستيكية (زيت الانحلال الحراري) في مصفاة ساتورب المملوكة بشكل مشترك لشركتي أرامكو وتوتال إنرجي في الجبيل بالمملكة العربية السعودية.
بعد ذلك، استُعمِلَ بوصفه مادة وسيطة من قبل بتروكيميا، إحدى الشركات التابعة لسابك، لإنتاج بوليمرات دائرية معتمدة، وفق ما جاء في بيانات مشتركة حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منها.
يأتي ذلك دعمًا لهدف السعودية في تحويل نحو 4 ملايين برميل من السوائل إلى مواد كيميائية بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، بما يضمن لها الاستمرار بوصفها موردًا موثوقًا للطاقة والمواد الكيميائية.
إعادة تدوير البلاستيك وتحويله
يهدف المشروع إلى تمهيد الطريق لإنشاء سلسلة قيمة محلية لعملية إعادة تدوير متقدمة للمواد البلاستيكية، وتحويلها إلى بوليمرات يُعاد استعمالها في المملكة العربية السعودية، بحسب ما جاء في بيان أصدرته شركة أرامكو.
وتسمح هذه العملية باستعمال المواد البلاستيكية غير المصنفة، التي قد يكون من الصعب إعادة تدويرها ميكانيكيًا، ما يسهم بحلّ التحدي المتمثل في النفايات الناتجة عن المواد البلاستيكية التي تُستعمل لمرة واحدة.
كان أول إنجاز للمشروع هو الحصول على شهادة “آي إس سي سي بلس” لضمان الشفافية بشأن مصدر المواد الأولية والمنتجات المعاد تدويرها، وإمكان تتبُّعها إلى مصدرها.
وشاركت 3 محطات في العملية: مصفاة ساتورب، ومعمل تجزئة سوائل الغاز الطبيعي في الجعيمة التابع لشركة أرامكو، وبتروكيميا؛ وحصلت جميعها بنجاح على اعتماد شهادة “آي إس سي سي”، ما مكّنهم من إنتاج المواد المُعاد تدويرها.
إنجاز مهم لقطاع البتروكيماويات
أكد رئيس عمليات التكرير والكيماويات والتسويق في أرامكو السعودية، محمد يحيى القحطاني، أن “هذا الإنجاز يوضح أهمية دور قطاع البتروكيماويات في صنع منتجات وحلول أكثر استدامة”.
وأضاف: “هدفنا هو ابتكار حلول لتدوير النفايات البلاستيكية، بالإضافة إلى إحراز تقدّم بطموحنا المتمثل في الوصول إلى الحياد الكربوني للنطاقين 1 و2 والحدّ من الانبعاثات الغازية المسبّبة للاحتباس الحراري في مرافق أعمال الشركة التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول عام 2050″.
وأشار -في تصريحاته التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- إلى أن أرامكو تهدف لإنتاج منتجات مُعاد تدويرها، مع توسيع نطاقها بتكلفة منخفضة نسبيًا، من خلال الاستفادة من الفائض للبنية التحتية القائمة.
من جانبه، قال رئيس عمليات التكرير والكيماويات في شركة توتال إنرجي، برنار بيناتيل: “تعكس هذه المبادرة المتقدمة لإعادة تدوير المواد البلاستيكية طموح توتال إنرجي للمساهمة بشكل واضح في مواجهة مشكلة انتهاء صلاحية المواد البلاستيكية”.
وتابع: “تجري دراسة عدّة مشروعات أخرى خاصة بالاقتصاد الدائري، عن طريق الاستفادة من الخبرات والمعرفة الفنية لشركائنا للمساهمة بشكل أكبر في إعادة تدوير المواد البلاستيكية”.
وشدد على أن توتال إنرجي تهدف إلى إنتاج نحو 30% من البوليمرات المعاد تدويرها بحلول 2030، وتعتمد إستراتيجيتها على بناء شركة ذات أنواع متعددة من الطاقة بهدف الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050.
وأكد نائب الرئيس التنفيذي لعمليات البتروكيماويات بالوكالة في سابك، سامي العصيمي، أن “هذا المشروع يتماشى مع طموح سابك بتجنّب حرق النفايات وردمها من خلال قدراتها الابتكارية وتقنياتها المتقدمة”.
كما يعكس هذا المشروع التعاون في جميع مراحل سلسلة القيمة البتروكيماوية للتغلب على التحديات التي تواجه قطاع التنقيب والإنتاج، وقطاع التكرير والكيماويات والتسويق فيما يتعلق بالمواد البلاستيكية المُعاد تدويرها، على حدّ وصفه.
بناء مجمع بتروكيماويات ضخم
كانت شركتا أرامكو وتوتال إنرجي قد أعلنتا، في 24 يونيو/حزيران 2023، ترسية عقود الهندسة والمشتريات والبناء بقيمة 11 مليار دولار في مجمع “أميرال” الذي يُعدّ منشأة توسعة بتروكيماوية في مصفاة ساتورب بالمملكة.
وتمثّل ترسية عقود الهندسة والمشتريات والبناء لوحدات المعالجة الرئيسة والمرافق المرتبطة بها، بداية أعمال الإنشاءات في التوسعة البتروكيماوية المشتركة، بعد اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في ديسمبر/كانون الأول 2022.
ويهدف المجمع الجديد -الذي يُدمج مع مصفاة ساتورب الحالية في الجبيل- إلى ضمّ واحدة من أكبر الوحدات لتكسير اللقيم المختلط في منطقة الخليج العربي، لديها القدرة لإنتاج 1.65 مليون طن سنويًا من الإيثيلين والغازات الصناعية الأخرى.
ومن المخطط أن تعمل منشأة البتروكيماويات الجديدة على تمكين المصفاة من تحويل الغازات المنبعثة من المصافي المنتجة داخليًا والنافثا، الإيثان والبنزين الطبيعي الذي توفره أرامكو السعودية، إلى مواد كيميائية عالية القيمة.
ومن المتوقع أن يجذب هذا التوسّع أكثر من 4 مليارات دولار من الاستثمارات الإضافية في مجموعة متنوعة من القطاعات الصناعية، تشمل: ألياف الكربون، وزيوت التشحيم، وسوائل الحفر، والمنظفات، والمضافات الغذائية، وقطع غيار السيارات والإطارات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
تعليقات الزوار ( 0 )